في بستان الرهبان قصة:
*راهبان كانا يعيشان متجاوران. وكان كل منهما يرى النعمة ظاهرة على أخيه. وفي أحد الأيام ذهب أحدهما إلى الكنيسة وفي الطريق رأى راهب يأكل وكان ذلك في صباح يوم الجمعة. فقال له: يا أبونا النهاردة يوم إيه؟ فأجاب الراهب الذي رآه: النهاردة الجمعة. فقال له: أنا فاكرك ناسي. ولما أنت فاكر أن النهاردة الجمعة ليه بتاكل في الصبح. ثم تركه ومضى ولم يقل أكثر من ذلك. وفي اليوم التالي عندما قابله الراهب صديقه لم يرى النعمة كما كان يراها من قبل. فسأله: ماذا عملت أمس؟ فقال له أبدًا لم أعمل شيء. فرد الراهل: افتكر وأفحص ذاتك حسنًا. وابتدأ يفكر ويسرد ماذا فعل وماذا قال حتى تذكر حادثة مقابلته للراهب وما قاله له.
*فقال له الراهب: بسب هذا القول. أنا أعد أرى النعمة على وجهك. فأستيقظ ذلك الراهب كمن في غفله وقال: أنا غلطان. أنا مالي يأكل الجمعة الصبح ولا السبت. أنا مالي، وطلب من اخيه الراهب أن يتعب معه أسبوعين في الصلاة والصوم ليقدم توبة عن هذه الخطية. وفعلًا بعد اسبوعين رجعت النعمة مرة أخرى لهذا الراهب. وهذه القصة توضح أن خطية الإدانة بتحرم الإنسان من النعمة. كما يقولالرسول بطرس في رسالته "يقاوم الله المستكبرين أما المتضعين فيعطيهم نعمة" (1بط5: 55).
وهناك قصة أخرى بالبستان:
عن راهبان تكلما معًا في حق راهب آخر لا يحفظ الطهارة، يعني كان مغلوب من أنواع من خطية النجاسة ولما إنتهى الحديث وذهب كل منهما إلى قلايته. بكتهما روح الله وواحد منهم تعب قوي في ضميره ولم يجد التعزية اللي بيلاقيها في القلاية كالمعتاد أو لم يجد النعمة اللي بتسهل له الصلاة والقانون الروحي، وأصبح تعبان وضميره تعبه ومش عارف يعمل حاجة من القانون بتاعه، فقال لنفسه آه يبقى السبب في كده هو الكلام الرديء اللي أتكلمته مع الراهب فلان عن أخونا، ثم حاول يصلي تاني لكنه لم يحصل على سلامه ولا على راحته، فقال لا يوجد حل غير أني أذهب إلى أخي الراهب اللي أتكلمت معه.
*وفعلًا ذهب إليه وقال له: سامحني عن الكلام اللي قلته لك في حق أخونا. واعتبر الكلام اللي قلته لك كأن لم يكن. وأنا غلطان واعتبرني لم أسمع أي شيء. فرد الراهب عليه: وأنا أيضًا كمان غلطان واعتبرني لم أقل شيء. وتأسفا عن الكلام الرديء الذي تكلما به وانصرفا على قلاليهما ورجعت إليهما الراحة والنعمة والعزاء كما كانت.